لماذا جدة تغرق؟؟؟

لا أحد يدري ما يمكنه أن يعمل قبل أن يحاول)

- حكمة يونانية -


في الكوارث البيئية تخسر البيئة والاقتصاد لكن الذي لا تعوض خسارته

هو الإنسان .

كارثة جدة الأربعاء الماضي هي إحدى الكوارث البيئية القاتلة ؛ فالسيول والفيضانات تزور مناطق مختلفة من العالم ، وتحدث الدمار في كل مكان

وعلى سبيل المثال فقد حدثت سيول الفترة الأخيرة في حضرموت والمهرة كما اجتاحت الفيضانات غرداية وجنوب الجزائر وحدث فيضان في مدينة «الردّيف» في تونس أما أسوأ فيضان فقد حدث في السودان حيث دمرت الأمطار المبكرة أكثر من 70 ألف منزل وقتلت أكثر من 70 شخصا خلال شهر واحد.

في كارثة جدة مات حتى أخبار يوم الجمعة الماضي أكثر من 80 شخصا والمفقودون أعدادهم تجاوزت المئات..

فيما يتعلق بالدور الإعلامي في توعية الناس بالأخطار فهو قاصر حيث صحفنا باتت تركز على النتائج !!

عقدت الندوة العالمية لإدارة الكوارث في أكتوبر الماضي أي قبل شهر من الآن ، بمشاركة أكثر من 36 دولة عربية وأجنبية، ومشاركة نحو 70 وزارة وهيئة سعودية ذات صلة.

وفي العام الماضي استضافت وزارة الشؤون البلدية والقروية ندوة إدارة الكوارث وسلامة المباني في الدول العربية في مارس – ابريل

2008م لكن الإعلام لم يهتم بأوراق العمل والبحوث العلمية واكتفى بنشر الأخبار

ارجو ألا تقولوا إن الندوات مجرد تنظير فمن الأهمية بمكان دراسة الظواهر بشكل علمي حتى يمكن العمل على الوقاية من آثارها والتقليل من حجم الخسائر وهذا هو دور المؤسسات المعنية بذلك.

لا زلت اذكر مقالا للدكتور عبدالملك بن عبدالله الخيال في جريدة الجزيرة طالب فيه بإنشاء هيئة لإدارة الطوارئ تقوم بدراسة المناطق وما قد يتوقع أن يحدث فيها، وتقدم حلقات التدريب للجميع.

الندوات العلمية هي الخطوة الأولى وإنشاء الهيئة هي الخطوة الفعلية للتعامل مع الكوارث من مختلف أنواعها .


.........................................................................................................................................


قبل بضع سنوات غرقت بعض أنفاق وشوارع الرياض بمياه الأمطار، وأغرقت معها أرواحا بريئة كل ذنبها أنها وجدت في المكان الخطأ في الوقت الخطأ لحظة هطول الأمطار لتغرق في مياه الإهمال وقصر النظر، يومها تحركت أمانة الرياض لإيجاد حلول لضمان عدم تكرار المأساة وكأنها كانت تنتظر وقوعها للتحرك!!
بالأمس غرقت أيضا بعض أنفاق وشوارع جدة، وأغرقت معها أرواحا بريئة لنفس السبب، وستتحرك أمانة جدة هي الأخرى لضمان عدم تكرار المأساة في المستقبل!!
لماذا ننتظر دائما وقوع المأساة لنتحرك؟! ولماذا يجب أن يموت أحد حتى ندرك حق الحياة ؟! ولماذا يجب أن نلاحق المشكلات بدلا من أن نسبقها؟! بصريح العبارة.. لماذا نفشل دائما في قراءة المستقبل وتوقع السلبيات وتحديد احتياجاتنا الفعلية لتلافي المخاطر عند تنفيذ المشاريع؟!
ألا تلاحظون أننا دائما ننجز المشاريع المكلفة ثم نعود سريعا لإجراء التعديلات الأكثر كلفة عليها؛ لأن هناك من لا يجيد القراءة والتفكير والرؤية من كل الزوايا والأبعاد؟!
نحفر نفقا ونهمل شق قنوات تصريف مياهه المناسبة، ونسأل بعد ذلك لماذا غرق في شبر من ماء المطر، ونشيد جسرا لحل مشكلة ازدحام تقاطع مروري فنخلق زحاما أكثر في التقاطع الذي يليه، ونسأل بعد ذلك لماذا نعاني من التلبك المروري، نبني مجمعا تجاريا ولا نهتم بمواقف سيارات زواره ونسأل بعد ذلك لماذا يبدو وسط المدينة كعلبة صلصة، نشق طريقا ضيقا ثم نسمح ببناء العمارات الشاهقة عليه، ونسأل بعد ذلك لماذا بات الطريق مزدحما؟!


.........................................لاتنسوواا الردووود........................
مع تحياات:@جداااوي كووول@